سمير الجبل
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 15/04/2012
| موضوع: المقالح:الأزمة التي عاشها اليمن فجرت ثورة ...ولو لم يكن هناك فشل في السياسة لما انفجرت الثورة الإثنين أبريل 30, 2012 1:26 pm | |
|
لا يحب أن يتحدث عن نفسه مع ان ثمة ما يتعلق به نحتاج ان يحدثنا هو عنه .. لا يزايد على احد مع ان هناك من يزايد عليه و ينسج حوله الحكايات الكاذبة .. لا يتهم أحداً مع انه يتهم في وطنيته و مصداقيته و تضحياته .. لا يستهين بدور أحد مع ان هناك من يقلل من دوره النضالي السباق و ثوريته التي بدأت حين كانت مقارعة النظام تعد جريمة .. إنه المناضل و الصحفي و السياسي و الثوري الاستاذ محمد المقالح .. ذلك الغني عن التعريف .. بكل محبة و تواضع لبى دعوتي له لإجراء هذا الحوار معه في إحدى قاعات مركز الدراسات و البحوث .. كانت برهة قصيرة أو انني رأيتها كذلك .. فتح فيها صدره و قلبه المليء بالوطن و الثورة و الشعب و هموم المظلومين و تطلعات المطحونين .. أترككم مع الحوار :
[b]أجرى الحوار : علي أحمد جاحز
[/b]
- [b]الأستاذ محمد
المقالح .. في البدء نقول لك حمدا لله على سلامتك .. و لا شر عليك .. كان نبأ اصابتك بوعكة صحية فاجعة في الساحة اليمنية و حضي باهتمام واسع في الوسط الإعلامي و السياسي و الحقوقي .. فمن هو محمد المقالح حتى يحظى بكل هذا الاهتمام .. ليصل إلى درجة أن يدعو له بالشفاء و العافية كل المفسبكين المتدينين و الوسطيين و العلمانيين أيضا ..؟
- محمد المقالح هو هذا الذي تعرفه ويعرفه كل من تحدثت عنهم و سميتهم علمانيين وو سطيين ومتدينين .. بالطبع انا بحكم سني وتجربتي امتلك اصدقاء ومعاريف وزملاء اكثر منك هذا اكيد ... صدقني لقد غمرني هولاء الاصدقاء بالحب والتعاطف حتى انني شعرت بالخجل امامهم وامام اهتمامهم الكبير بي وبصحتي انا مدين لهولاء ولدعواتهم كثيرا وقد لا استطيع ان اعطيهم حقهم من الوفاء وعلى ذلك اطلب منك ومن خلال صحيفتك الموقرة ان تنقل اعتذاري واسفي لجميع هولاء الاحبة من كل الاعمار ومن كل الاطياف
- محمد المقالح
السياسي و محمد المقالح الصحفي و محمد المقالح المناضل .. الثائر .. أي هؤلاء أقرب إلى قلبك و تجده أقرب إلى الناس .. ؟ و لماذا ؟
- محمد المقالح الانسان العادي انا هكذا فعلا انسان عادي جدا وابدو في كثير من الاحيان لدى كثير من الاصدقاء انسان بسيط وساذج جدا وربما هذا هو ما يثير في اصدقائي الاستغراب وربما الحب والتعاطف اما المقالح الصحفي فانا اصبحت اكره هذه الصفة وليعذرني زملاء الصحافة كنت في العادة اقول بان اضواء الصحافة سرقت مني الاديب وان اضواء السياسة سرقت مني الصحفي ازعم انني كنت مشروع اديب فاشل ومشروع صحفي ناجح نسبيا اما السياسي فانا فعلا فاشل تماما .. هناك من يقول ان اجمل الصحافيين هم من جاءوا من الادب وان اجمل السياسيين هم من جاءوا من الصحافة هذا ينطبق عليك يا صديقي العزيز علي حاجز فانت اديب وصحافي وسياسي ايضا وكل صفة فيك تمنح الاخرى قيمة خاصة .. بالنسبة لي كان اقرب الى نفسي واكثر تعبيرا عني هو محمد المقالح الصحفي فقد كنت شغوفا جدا بهذه الصفة وعملت بها سنيين طويلة حتى عرفت ذلك واصبح يميزني بين "مقالحيين" كثر صفتي الصحفية حيث يقال محمد المقالح الصحفي ... ولكن .. و اه من لكن .. اصبحت في الاونة الاخيرة انفر كثيرا من هذه الصفة واتنمى ان لا يصفني احد بها .. دعني اعترف ان الصحافة بل ووسائل الاعلام الاخرى ايضا تقوم اليوم بدور سيء للغاية في غالبيتها فهي لم تعد تعبر عن الناس كما لم تعد لسان حالهم بل انها لم تعد تغطي الاحداث بقدر ما اصبحت تزيف الوعي وتمارس الاكاذيب وتصنع الارباك والتشوش في وعي الناس وفي رؤيتهم او موقفهم من الاحداث والقضايا .. لقد ولج باب الصحافة كل من هب ودب وهناك من اساء اليها وشوه سمعتها خصوصا حين تم توظيف الكلمة لمصلحة الايدلوجيا والمال السياسي على حساب المصداقية والمهنية .. ثم ان الصحافة لا تزدهر الا حين تزدهر السياسة وانا شخصيا ازعم بان السياسة اليمنية قد ماتت وبالتالي ماتت الصحافة او تعفنت ايضا ... حتى نقابة الصحفيين لم تعد هي الاخرى مسئولة عن حماية الصحفي اوعن ترسيخ قيمة الصحافة وتقاليدها بل هي اليوم نفسها موظفة لمصلحة الايدلوجيا والمال اقول هذا بمرارة واتمنى تحرير النقابة من حالة الاختطاف الذي تعيشه .. مطلوب جهد كبير من الصحفيين المحترمين لاعادة ولو حد ادنى من سمعة الصحافة ونقائها ومهنيتها ..
- أنت واحد ممن رفعوا
راية الثورة ضد النظام منذ سنوات عديدة ، بل كنت سباقاً في مقارعة النظام، في زمن كانت مقارعة النظام تعد جريمة كنت أنت تعاقب عليها ، فهل ترى أن النظام تغير بالفعل بعد الثورة، وأن النظرة إلى تاريخك النضالي أصبحت منصفة الآن أم أن النظام هو من يقارعك اليوم؟
- سؤال موجع والإجابة ستكون ملتبسة .. إذا نظرت إلى التغير، هو رحيل رأس النظام فقط ، ولكن الخطورة أن ما أنجزته الثورة في الشهر الأول وهذا كان جديداً في الحياة اليمنية والمشهد اليمني بشكل عام وهو استعادة الشعب للسلطة ، حيث كانت الساحات اليمنية وميادين الثورة هي التي تضع السياسة وتقرر مصير اليمنيين وكانت بقية القوى التقليدية التي كانت تتحكم بمصير اليمن على مدى التاريخ تمارس ردة الفعل تجاه الثورة ارتعبت كل هذه القوى، بامتلاك الشعب السلطة.. خافت.
- يعني كانت تمارس ثورة مضادة من البداية؟
- لا .. أقصد أن الفعل أصبح بيد الشعب وانهارت هذه القوى التي كانت تحكم من قبل عبر ثلاث ركائز أساسية : القوة العسكرية ، و القبلية ، وحلفاؤها الإقليميين والدوليين . لأن الشعب استطاع بفضل الثورة أن يوجد ميداناً ينتصر فيه على هذه القوة التي كانت تحسم مصير اليمن من خلال صراعاتها العسكرية وتجعل الشعب مادة للصراع ثم تتفق في سطح المشهد وتدفن الأزمة في عمق المشهد وما تلبث أن تنفجر مرة أخرى، المجتمع في بداية الثورة أمسك بجذور الأزمة وتحمل مسئوليته.
- مقاطعاً.. واليوم.. هل تغير الحال؟
- أقصد أن الأزمة التي عاشها اليمن فجرت ثورة ، لو لم يكن هناك فشل في السياسة لما انفجرت الثورة أصلاً، والمؤسف اليوم أن أدوات الأزمة تستعيد المبادرة وتمتلك ميدان الفعل، الدليل على أن الثورة الآن صودرت وهذا ما يجب أن نعترف به ، ضع تحت هذا خمسين خطاً أحمراً، يجب أن يعترف المناضلون والذين يتصدرون الثورة أن الثورة قد سرقت.
- هناك من يطلق على محمد المقالح صفة " حوثي " لماذا؟
- الحوثي، ليست تهمة، هم جزء من مكونات المجتمع اليمني، وأثبت الحوثيون أنهم أقرب إلى نفس المجتمع والأمة، والشعور بمسؤوليتهم تجاه البلاد وتجاه سيادتها وتجاه أمنها واستقرارها.
- ما هي قراءتكم لمشاركتهم في الثورة؟
- مشاركتهم في الثورة كانت مشاركة نبيلة جداً، لم يتعالوا على الثورة ، الآن ترى مشهداً آخر، بعد أن أراد كل طرف أن يعوض الفشل الذي حازه في الثورة من خلال الاحتماء بمكوناتها السابقة، لكن الحوثيين من الشهر الأول وهم جزء من الثورة ولم يتحدثوا باسمها أو يتصدروها، اندمجوا كأفراد داخل المجتمع وهذا كان عملاً نبيلاً جداً، كان من المفترض أن تقتدي به بقية القوى ومراكز القوى.
- الثورة حدث عظيم لا
يمكن اختصاره في مسيرة أو ساحة اعتصام بل ثقافة وتغيير مجتمعي يصل إلى كل جزء من مكونات الوطن البشرية والمؤسساتية ينتج عنه تغيير شامل في التركيبة السياسية للحكم؟ هل ترى أن ذلك هو ما حدث بالفعل في اليمن منذ أكثر من عام؟
- لا... ما حدث خلال الشهر الأول للثورة كان يستهدف ما أردته.. سيدي العزيز الثورة الشعبية اليمنية سر انتصارها ونجاحها هو تنازل المجتمع عن حقه في الدفاع عن النفس وهذا كان سر الانتصار لأنه أوجد ميداناً شعبياً لا يستطيع فيه النظام إلا أن يسقط أو يخرج ، إن قتل هُزم وإن لم يقتل هزم، لأنه أمام ميدان آخر لا يقوى عليه، الذي حصل هو أن القوى التقليدية عسكرية وقبلية أرادت أن تستعيد مكانتها من جديد ولكن من خلال الثورة، ما كان يمكن أبداً أن تستعيد مكانتها من خارج الثورة أو في مواجهة الثورة وهنا التاريخ سيكتب بأن كثير من قوى الثورة ارتكبت جريمة في حق نفسها عندما استدعت القوى التقليدية عسكرية وقبلية وحملتها فوق ظهر الثورة ثم هي الآن عبئ عليها ، ولقد استطاعت أن تستعيد السلطة في المجتمع باسم الثورة.
- المبادرة الخليجية
أصبحت أمراً واقعاً نعيشه ، ونشهد يمناً يتشكل كما رسمته تقريباً،ماهي المبادرة الخليجية بالمنطق الثوري ؟ وماهي المبادرة بالمنطق السياسي؟ وأي المنطقين فرضها؟
- شوف يا سيدي ، المبادرة الخليجية كانت تستهدف الحفاظ على النظام مقابل خروج رأس النظام، لأنه لم يكن أمامهم سوى أن يقدموا شيئاً من التضحية، القوى التقليدية .. الإقليمية والدولية وركائزها في الداخل، ارتعبت من الثورة ولكنها كانت أمام وضع صعب جداً وهو أن تقبل التضحية برأس النظام، ولكن لكي يبقى النظام . فهي بهذا المعنى ثورة مضادة تستهدف إشعار اليمنيين بأنهم غير قادرين على التغيير إلا من خلال السعودية وأنا كنت من الرافضين لهذا من حيث المبدأ. في المنطق السياسي وفيما آلت إليه الأمور في نهايتها " حل الضرورة " .. أنت تذكر أن المبادرة أو التوقيع على آليتها المزمنة لم يأتِ إلا بعد أن سيطروا على الثورة .. بعد أن توقف الفعل الثوري وتوقف الفعل السياسي وكانت اليمن أمام مخاطر كبيرة جداً ولم يبقَ إلا العنف الأعمى، كانت بعض الجماعات المنطوية في الثورة تمارس العنف دون أن تتحمل مسؤوليتها في هذا العنف، فنسميه حرية المؤيدون للثورة من العسكر والمؤيدون للثورة من القبائل، هذا ما ارتكبته جماعة الأخوان المسلمين تحديداً في حق نفسها وفي حق ثورة الشعب اليمني عندما فتحت مصراعي العنف من جديد فأعادت كل القوى المركزية التقليدية قبلية وعسكرية إلى مشهد الأحداث ومحكمة بالأحداث من جديد وكانت اليمن تسير في اتجاهين إما أن تسيطر الأصولية والعنف على اليمن .. وهو سيجعل كثيراً من القوى لا تقبل بها " فتنفلج " الثورة وتنهار ، أو أن تنهار - دون أن تتمكن- تلك القوى .. وفي كلا الحالتين لم يكن هناك لا دولة ولا ثورة، الدولة هي وعاء الثورة فالذين سعوا إلى التوقيع على الآلية المزمنة ( لاحظ وفرق بين الآلية المزمنة وهو ما وقع فيه الثوار والمبادرة الخليجية) لأن المزمنة تتضمن كثير من أهداف الثورة، كان يمكن أن نقبل بحل الضرورة لكي نستعيد الثورة أولاً ونحافظ على الدولة ثانياً، وأنا هنا أكبر جمال بن عمر أنا اعتبره اليمني الوحيد "يضحك" هو عمل مع قلة عمل جيد، تلافى كثيراً مما كانت قد تؤول إليه الثورة، ولكن هذا أثبت حتى اليوم من خلال التوقيع ، أنهم حتى هذه القوى ليست على مستوى مسؤولية المبادرة نفسها، لا زالوا يضربون بعضهم البعض، وتنداح نتائجه على المجتمع، أمنياً وانتشار للقوى الإرهابية، وتدمير لمؤسسات الدولة من داخل مؤسسات الدولة، لا زالت القوى التي اعتبرت أن الحل السياسي ضدها، تعمل ضد الحل السياسي، وهي آلان مثلما كانت تسعى إلى إسقاط المحافظات وإلى إسقاط المعسكرات تعمل أيضاً إلى إسقاط المعسكرات وبالتالي إفشال الدولة.
- بين كون المبادرة ثورة مضادة وبين أن تكون ضرورة من برأيك فرضها، الساحة الثورية أم الساحة السياسية؟
- شوف .. لو لم تكن هناك ثورة ما كان يمكن أن تكون هناك مبادرة أصلاً ولكن استهدفت المبادرة إسقاط الثورة،
- أنا أقول لك استطاعت، مش المبادرة ، نتيجة لما كان قد وصلت.إليه الثورة، لو كانت الثورة لا زالت قائمة لما كان هناك مبادرة ولا أحد سيقبل بالمبادرة، الذي قبل بالمبادرة هي قوة سيطرت على الثورة حقيقةً.
- يقال أن المبادرة أسقطت علي عبد الله صالح، وأعطت المشترك رئاسة الحكومة ونصف الحقائب، فهل سقط النظام؟
- المبادرة لم تسقط علي عبد الله صالح، المبادرة نظمت خروج علي عبد الله صالح، والحادث اقتسام السلطة بين المختلفين عليها، نفس الوضع الذي كانت تعيشه تاريخياً، كانت تتصارع القوى العسكرية والقبلية ثم تعيد توزيع السلطة فيما بينها على أساس الأوزان والأحجام التي خلقها الصراع من جديد، هذا ما حصل بالضبط ، يعني كانت هناك أطراف قد ضعفت خلال الفترة الماضية، فاستطاعت أن تستعيد بعض وزنها، المبادرة ساعدتها في هذا، لكن الثورة هي الأساس ، الثورة التي أرادوا أن يحولوها إلى هذا الفعل.
- لكن هناك من يرى أن النظام الذي كان يهتف الناس لإسقاطه هو علي عبد الله صالح وعائلته فقط؟ كيف كان تصوركم أنتم؟
- إلى حد ما صحيح بمعنى أيش؟ بمعنى أن النظام العربي هو رأس ، وإذا سقط الرأس سقط النظام ،عندنا انقسم الرأس نصفين واهترع ثم استعاد نفسه، صحيح ضحى بالرأس الأول ، ولكن في رأي آخر لا، النظام لا زال نفسه.
- طيب أين كان الناس أيام الثورة من هذا المفهوم؟
- كنا نحذر ونوعي الناس، ولكن كان هناك خطاب ثوري يستهدف تزييف الوعي، كانت هذه القوة التي نتحدث عنها تمتلك الإمكانات المالية والتنظيمية وتملك الإمكانات الإعلامية.. فكانت المعركة معركة وعي، كانت قد انتصرت في الوعي.
- من الواضح أن
المبادرة نقلت المشترك من موقع المعارضة إلى مربع السلطة ، ما المسوغ لتمسك المشترك بموقع المعارضة والسلطة في نفس الوقت في هذه المرحلة؟
- يقال في المثل الشعبي (من أكل بالثنتين اختنق)، أنا أنصح الأخوة في التجمع اليمني للإصلاح أن يختاروا الموقع الأقرب إليهم، من المستحيل أن يمارسوا اللعبة التي مارسوها في المعارضة قبل الثورة، كانوا يريدون أن يتمسكوا بالحوار مع السلطة ويتمسكوا بتحريض المجتمع بالخروج على السلطة، وفي مثل عربي يقول (من ركب على جملين افتلخ). أتركوا للناس هذا الثائر الذي ضد المبادرة .. لماذا لا يعمل المؤتمر الشعبي العام هو والإصلاح ومعه المشترك يعملون كفريق واحد لتطبيق المبادرة، لأنهم اتفقوا هم جميعاً على هذه المبادرة، هذا سيكون في صالح اليمن ويتركون الآخرين يعارضوا، نحن في وضع ملتبس ولكن اعتقد لن يستمر طويلاً.
- هل تعتقد ان لديهم مبررا لذلك ..؟ و ما مدى إمكانية أن تكون هناك معارضة جديدة ؟ هل هناك مقومات لمعارضة جديدة ؟
- إذا ظل الوعي قائماً بأهمية الثورة .. دعهم هذه المرحلة يجربون، هم سيفشلون سريعاً، حكومة الوفاق الوطني ستفشل، الذي ظهر خلال الفترة البسيطة هذه أنهم أضعف بكثير من أن يتحملوا مسؤولية حكم، ليسوا معنيين بقضايا الناس الأمنية ولا سيادة اليمن ولا بحاجات الناس الأساسية، لا تجدهم معنيين حتى بمحاسبة من يقطع الكهرباء كل خميس هؤلاء للأسف الشديد أقل من أن يتحملوا مسئولية إدارة سجن، ولكن المشكلة أنهم جاءوا في لحظة فراغ، قد قتلوا الثورة في نفوس الناس من اللحظة التي استطاعوا أن يبثوا في وعي الثوار أن الثائر بحاجة إلى حماية يكونوا قد قتلوا الثورة داخل نفسه، عندما يشعر الثائر أنه بحاجة إلى سلطة أقوى منه وهو كان يعتبر أقوى السلطات يكونوا قد قتلوا الثورة في صدره. الآن عندما نستعيد الثورة تدريجياً، نحن في مرحلة أعتقد أضعف من المرحلة التي سبقت الثورة، من مكانة الصحفيين وأصحاب الرأي والمنظمات الحقوقية أوجدت لها مساحة تؤثر على القرار السياسي، اليوم أسألك سؤال هل عندما يتخذ الأستاذ/ محمد سالم باسندوة قرارا في ذهنه ساحات الثورة أو في ذهنه مراكز القوى الداخلية والإقليمية والدولية؟ هل عندما يتخذ السفير الأمريكي قراراً في حق اليمن وفي حق مصيره في ذهنه الشعب اليمني وساحات الثورة أو مراكز القوى؟ بماذا تفسر لي. يلتقون في حوارات متواصلة وفي زيارات متواصلة مع علي محسن، ما مكانة علي محسن، ماذا يمثل علي محسن حتى يأتي السفير الأمريكي والسفير الفرنسي إلى مكتبه؟ هذا يعني أن مراكز القوى قد استعادت السلطة من الشعب والاعتراف بهذه النقطة مهم جداً لكي نستعيد الثورة، سنستعيدها تدريجياً الآن ممكن نطرح قضايا عملية وتحالفات على أساسها، مثلاً قضية وزراء فسدة وزراء مستبدين وزراء لا يصلحون في مواقعهم، قضية حاجات الناس في الكهرباء حاجات الناس في الأمن، تصور هذه الحكومة قتل 200 جندي وبعضهم ذبحوا ذبحاً لم يعملوا حالة حداد أو عزاء، أعلنت دويلات في حدود الجمهورية اليمنية ولاية وقار وعزان وزنجبار، لم تثر أي ردة فعل حقيقة لا من الأحزاب ولا من الحكومة ولا من الرئاسة،
- يعني أن اليمن ليست في بال السياسي اليوم الذي يحكم، هو أضعف وأقل من الوضع السابق.
- على ذكر القيادات،
على ذكر مراكز القوى .. أنت واحد من قيادات المشترك من قيادات الاشتراكي أو من ناشطي الاشتراكي الذي هو أحد مكونات اللقاء المشترك، الذي بدوره أصبح شريكاً أساسياً في السلطة، هل هذا يعني أنك تقف الآن في مربع السلطة؟
- لا، ولا الحزب الاشتراكي.
- وما تقييمك لدور المشترك من بداية الثورة حتى الآن؟
- المشترك نستطيع أن نقول أنه حالة إيجابية لكن عنده إشكالات خطيرة جداً ، هم في تباين في كل القضايا، ولكنهم لا يتحاورون حولها، هناك خلاف في كل القضايا الكبيرة وكانت دائما يغطي عليها بالصراع مع السلطة ، يتم الظهور كموحدين أمام السلطة باعتبار أن السلطة تستهوي شق المشترك وهذا صحيح. وكنا نطرح القضايا الكبيرة وكأننا متفقين، ولكن حقيقة لسنا متفقين لا حول القضية الجنوبية ولا حول قضية صعدة، ولا حول قضية بناء الدولة، ولا شكل الدولة ولا طبيعتها، يجب أن يحصل حوار حقيقي.
- تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ، هل تنطبق عليهم هذه الآية؟
- هذا إذا كان بالمعنى التهامي فلا أقبل به، ولكن بالمعنى التوضيحي فهو صحيح.
- يقال بأن الحزب الاشتراكي اليمني أصبح مجرد كيان اشتراكي مفرغ من محتواه؟
- إذا نظر الناس إلى الاشتراكي باعتباره أيدلوجيا فهو صحيح، الاشتراكي اليوم غير استراتيجيته وأصبح اليوم حزباً ديمقراطياً، بمعنى أنه ليس حزباً أيدلوجياً من ناحية، وليس حزباً مغلقاً من ناحية أخرى، هو يتشكل الآن في مكانه الصحيح وهو حزب الجماهير، هناك نشطاء سياسيون وهناك مجتمع، وهذا المجتمع يجب ألا يكون محزباً ولكن يجب أن يكون مؤيداً لهذا الخط أو هذا، أثبتت ساحات الثورة الشعبية اليمنية أن الحزب الاشتراكي أكبر مما يتوقع أكبر عدو للحزب الاشتراكي، وأنه موجود في الساحات، وكانوا معتقدين أنه أصبح مهمشاً، وبعضهم اغتر كثيراً إلى درجة أنه أراد أن يتجاهل الحزب الاشتراكي، ويختصر مكانته من خلال علاقات نفعية هنا وهناك واكتشف أن ثقل الحزب الاشتراكي هو في المجتمع وليس في مواقعه القيادية.
- هل ترى أن الحزب الاشتراكي اليمني لا زال يدافع عن الاشتراكية؟
- إذا سمعت أصواتاً هنا وهناك لا تبدو معنية بقضايا العمال أو بقضايا الشرائح الأوسع، قضايا المجتمع اليوم هي قضايا الدولة وبناء الدولة، وبالتالي يجتمع اليمين واليسار في هذا الجانب بناء الدولة وتحديد معالمها المستقبلية، ولكن الحياد الدائم للجماهير هذا تكتشفه من خلال وجودك انت داخل الساحات، بمن تلتقي، أقرب الناس إليك الآن وأنت في حزب الحق، حزب علماني أو حزب ليبرالي تلقاه الحزب الاشتراكي وهذا أقرب حتى لعناصر الإصلاح، حتى أنه قريب من الناس.
- دائماً اليسار كما يقال يتبنى قضايا المظلومين، فهل الحزب الاشتراكي لا زال يدور في فلك اليسار أم أنه أصبح يدار عن طريق اليمين؟
- اليسار التقليدي الذي تجده هناك، لم يعد يوجد يسار بهذا المعنى لا في اليمن ولا في العالم اليسار يتطور، واليسار اليوم يقترب نحو الديمقراطية والحزب اليوم يتشكل في اتجاه الحزب الديمقراطي الليبرالي اليساري، أنا أجد كثير من الناس في المتجمع من الشخصيات الحقوقية والسياسية والمدنية حتى ولو لم يكونوا منتسبين إلى الحزب الاشتراكي، هم في الانحياز العام هم اشتراكيون، بمفهوم الاشتراكية اليوم وهم أنفسهم يجدون أنفسهم قريبين من الحزب الاشتراكي بهذا المعنى، إذا وجدت فيما بعد حواجز وأطر تقف أمام هذه فهي مؤقتة وستنتهي.
- عاش محمد المقالح مع
الكثير من المواطنين - وأنا واحد منهم - وسط منطقة مشتعلة لشهور عدة، بل إن قوات الفرقة تمركزت بالقرب من باب منزله، ومع ذلك كان يكتب ويذهب إلى الساحات ويحشد ويشعل الدنيا بكتاباته هل لك أن تختصر لنا ذلك؟
- من حسن حظي أن الأوضاع انفجرت وأنا خارج اليمن، ولكن جئت وهي ما زالت متفجرة وعشت فيها.
- ما الذي كان يسند محمد المقالح وهو يكتب والفرقة في بوابة منزله؟
- قوّتي بما امتلكه من المصداقية، مصداقية ما أطرحه، وكلما ضعفت مصداقيتي كنت ضعيفاً، ليست معايير القوة اليوم بالنسبة لي، بالعكس عندما أجد طرفاً صاعداً، يريد أن يستبد أو أن يفسد تحت أي عنوان، أنا يستفزني هذا وأقف أمامه مهما كانت قوته، أنا اليوم يعتقدون من أنني مركز على علي محسن، ليس لأن علي محسن شخص، بالعكس ولكنني أرى أن علي محسن اليوم هو الطرف القوي، علي محسن بما يحمله بتحالفاته ليس علي عبد الله صالح وابنائه، الناس ينظرون إلى القوة اليوم من خلال القوة العسكرية، صحيح، الفرقة الأولى مدرع ليست شيئاً أمام الحرس الجمهوري، وبقية الوحدات الأخرى التي يمتلكها ما يسمونه بين قوسين " أولاد عفاش" علي محسن يمتلك القوة لأنه يأتي اليوم باسم الثورة، من خارجها وعلى حسابها، وأنا أقف بهذا البعد.. اليوم التجمع اليمني للإصلاح يريد أن يستقوي على بقية فصائل الثورة من خلال هذه المسميات ولكنه سيندم غداً، وسيكتشف أنه جاء بمراكز القوى التي ستستقوي عليه هو أيضاً.
- هل نستطيع القول أن الإصلاح يكرر نفس الأخطاء السابقة..؟
- أنا اعتقد أن واحدة من أخطاء التجمع اليمني للإصلاح أنه حاول أن يروج بأن ما سماها بالتكوينات العسكرية والقبلية أنها ستكون سنداً للثورة، وأثبت التاريخ أن شهراً من الثورة حتى جمعة الكرامة اسقطت النظام، ولكن سنة كاملة من الثورة المسلحة لم تتقدم بالوعي شبراً، بالعكس حصل تراجع هائل جداً هذا يؤكد بأن كل تحليلاتنا السابقة كانت صحيحة، كانوا يطرحون فكرة إسقاط المحافظات وكنا ضدها، وفشلوا، هل يعترفون بأنها كانت خطاً استراتيجياً كانوا يطرحون أن هذا النظام لن يسقط إلا بالعنف أو قليل من العنف بالحرف الواحد، كانوا يقولون قليلاً من العنف لأن هذا النظام جبروتي، كنا نقول لهم أنكم تجدون لهم مساحات وميادين يقاتلون فيها، وأثبت مصداقية كلامنا، لكن هم حتى هذه اللحظة لا يعترفون بهذه الأخطاء الاستراتيجية وما يؤكد أنها ليست أخطاء، بل كانت مقصودة لكي نقول هل كان تفكيرهم نتيجة عدم قراءتهم القراءة الصحيحة لطبيعة الثورة ومآلاتها للمعطيات التي تفجرت من خلالها الثورة، أم أنه كان عندهم خطاً انقلابياً أصلاً بمعنى المؤامرة، عدم اعترافهم بكل الأخطاء التي كشف الواقع بأنها أخطاء فعلاً، وإصرارهم عليها يدل على أنهم كانوا يتآمرون.
- شهد حزب الحق في
الأسابيع الماضية تغييراً تمثل في إعفاء الأمين العام السابق/ حسن زيد، وتكليف محمد المنصور بأعمال الأمين العام لحين عقد المؤتمر العام، كيف تقرأ هذا الحدث؟
- أقرؤه أنه شأن داخلي يخص حزب الحق، وأعتقد أن هناك شباباً قادرين على تجاوز هذه المشكلة، وهم في طريقهم.
- عاودت صحيفة الأمة الصدور، ماذا يعني لك هذا الخبر؟
- جميل، لأن صحيفة الأمة لها مكانتها الخاصة عندي، أنا واحد من مؤسسيها، والحب الأول يبقى راسخاً.
- كونك كنت أحد أعضاء حزب الحق، وكنت من مؤسسي صحيفة الأمة، لماذا استقلت من الحزب ومن الصحيفة؟
- جاء سؤالك متأخراً، تحتاج الإجابة إلى كتاب.
- أنا وجدت نفسي خارج حزب الحق، وجدت تجربتي وأفكاري ورؤيتي لم تعد هنا، مع احترامي لكل تجربتي، واعتزازي بتاريخها.
- كان لقاؤنا معك ثرياً جداً، ويحتاج صفحات أوسع من صفحات الأمة، ما هو الذي لا يزال يخالجك ولم نطرحه في أسئلتنا؟
- رسالتي إلى الشباب في ساحة الثورة، بالذات ساحة تغيير صنعاء أجرؤ وأقول بعد تردد طويل، أن بقاءكم في الساحة بهذا الشكل خطأ، بل خطيئة تاريخية، إما أن تتحرروا من العسكر أو تحرروا أنفسكم من العسكر إما أن تخرجوا عساكر علي محسن من ساحة الثورة أو أن تخرجوا من ساحة التغيير، لأن الثورة ليست ساحة، الثورة هي عملية وعي، والثورة في كل مكان، وأهم شيء الآن، هو أن نستعيدها تدريجياً، ونستطيع أن ننزل في أي مكان من الثورة، لأن بقاءهم اليوم هو لأحد غرضين، أنتم حماية لعلي محسن ومن خلال الثورة هو تقوى بها، ويفرض كل أجنداته من خلال ساحة التغيير ، طبعاً علي محسن وما يمثله من قوى داخل الثورة للأسف، والثاني هو أنكم ستخرجون عندما يختلف التجمع اليمني للإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام، بين قوسين المعنيين الاثنين، لأن هناك داخل التجمع وداخل المؤتمر، عندما يختلفون على مواقع معينة سيخرجون الشباب ليتظاهروا للضغط وهذا ما يحصل، فهل الثورة أصبحت معنية لهذه الدرجة، أنا أربأ بها وأكبر أن تصل إلى هذا الحد. التضحيات التي قدمها الشباب عظيمة جداً جداً ويجب أن نحافظ عليها بالوعي وليس بالعناد الذي لم يعد له معنى.
[/b] | |
|