أبو هادي مدير الموقع
عدد المساهمات : 94 تاريخ التسجيل : 06/04/2012
| موضوع: رسالة روبرت مولر.. للقمش والأحمر والإفراج عن الأسرى! كتب : عبدالباسط الحبيشي الثلاثاء مايو 01, 2012 3:23 pm | |
|
أنبرى علينا في الأيام الأخيرة الماضية العديد من قيادات حزب التجمع اليمني "للتمصلاح" مطالبين إيقاف الحملة العسكرية على من أسموهم "أنصار الشريعة" ، أحد أجنحة القاعدة ، والحوار معهم بدلاً من إستخدام القوة ، بل أن بعضهم طالب إشراكهم بالحوار الوطني. وكان آخر هذه التقليعات أن خرج علينا المدعو عبدالمجيد زنداني بالوساطة للإفراج عن الثلاثة والسبعين المحتجزين لدى "أنصار الشريعة" قبل إعدامهم نهاية هذا الشهر ، بناءًا على تهديد صدر عن هذه العناصر ، شريطة أن تتوقف الحملة العسكرية والضربات الجوية عليهم لاسيما بالطائرات بدون طيار التي أصبحت تؤرقهم جميعاً ، لدرجة ظهوره بجلاءٍ ووضوح أنه لا يتوسط للجنود بل لأتباعه من "أنصار الشريعة".
وللتذكير ، لأن الذكرى تنفع المؤمنين ، نبهنا قبل سنوات وفي بدايات ظهور القاعدة في اليمن وأكدنا مراراً بعد هجماتها على مدرسة البنات بصنعاء والسفارة الأمريكية بأن مكتب فرع تنظيم القاعدة يقع في دار الرئاسة على إعتبار أن صالح كان المسؤول الأول عن كل مايحدث على الساحة اليمنية في الوقت الذي كان فيه علي محسن مدرع يدير الفساد والإرهاب في الظل. أما بعد أن غادر صالح وأرتفع الغطاء وأنكشف المستور عن المدرع محسن وظهر على كل القنوات الفضائية بمختلف الأزياء العسكرية والرسمية للإيحاء بأنه الزعيم المنُقذ القادم وكأنه خلال فترة حكم صالح لم يكن شيئاً مذكورا بينما كان هو الحاكم الفعلي من خلف الأحجبة ، فقمنا بتوجيه كل سهامنا عليه مباشرة لأنه أصبح المسؤول الأول عن كل الكوارث المدمرة لليمن ويتبعه في ذلك عيال الأحمر وشلة حزب "التمصلاح" الذين أرادوا العودة إلى السلطة من النافذة بقوة التدخل السعودي كبديل جاهز.
لكن بعد أن أشتد الخناق على كل تحركات الجيش من قبل دول السفارات الأمريكية والأوروبية في اليمن بعد إنطلاق الثورة الشبابية الشعبية اليمنية وأصبح الجميع تحت المجهر وتحت ضربات الطائرات بدون طيار وجدنا علي محسن مدرع وجماعة التمصلاح ومخرجات جامعة الإيمان الذين أرادوا السيطرة على الموقف وإقتناص السلطة عاجزين عن تحريك جناحهم العسكري بعيداً عن القيادة المركزية.
لذا لم يتمكنوا من تجاوز قوات الحرس الجمهوري الذي كان يتحرك بحرية بناءًا على أوامر رسمية في مواجهة التمرد المسلح الذي أنتشر في أنحاء البلاد ويقوده المتطرفون في حزب "التمصلاح" بما يخالف شعارات الثورة السلمية.
وبما أنه قد تعذر إستخدامهم لوحدات الجيش الرسمي التي هي تحت سيطرتهم لأن تحركها يخضع للمعايير والمقاييس المركزية والدولية ، أضطر جناحهم العسكري للإنضمام للثورة حتى يتمكنوا من إستخدام هذه القوات بذريعة الإنشقاق عن القوات الرسمية وأعتقدوا أنهم سيلقون الدعم الخارجي وسيمارسون سلطتهم عليها لضرب الطرف الآخر بنفس الطريقة التي أستخدوا بها الجيش لضرب مواطني وأحرار محافظة صعدة ، لكنهم أصتدموا بمنع وحصار دولي مباشر من أي تحرك الأمر الذي أضطرهم لإيقاض كل خلاياهم الإرهابية النائمة ومخرجات الفرقة مدرع وجامعة الإيمان من عناصر القاعدة ومسترجعات حروبهم السابقة والزج بهم جميعاً إلى أبين وشبوة وتعز ونهم وأرحب والصمع وساحات التغيير والحرية والتحرير وجامع النهدين وغيرها وإقحام شباب الإصلاح مع بعض شباب الثورة المغرر بهم لصالح طرف ضد آخر مما أعاق قطاف ثمرات إنتصار الثورة في الوقت المناسب.
وفي خلال زيارته لصنعاء في الأيام القليلة الماضية قابل روبرت مولر رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي المعّتق ، الذي أعرب له صراحةً عن إستيائه بوجود عناصر من تنظيم القاعدة في جهاز الأمن السياسي مضيفاً بأن "هذا يؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة واليمن" وذلك فيما أعتقد إشارة ضمنية قوية بأن جهاز الأمن السياسي ماهو إلا وكر قيادي من أوكار القاعدة.
كما أنه لم يعد سراً بأن هذا الجهاز من المؤسسات التابعة لحزب التجمع اليمني "للتمصلاح" الذي يقوم برعاية عناصر الإرهاب والمتطرفين وهذا ليس غريباً أبداً كون محمد اليدومي رئيس هذا الحزب كان ضابطاً كبيراً في جهاز الأمن السياسي قبل أن يكون من المؤسسين لهذا التجمع الإرهابي الوهابي المتطرف.
ولا شك بأن مولر قصد من حديثه مع القمش إرسال رسالة إلى ذئب الغابة المدرع بأن كل أوراقه باتت مكشوفة ومفضوحة ولم يعد هناك مجالاً للمداورة والمناورة والمراوغة ، فوصلت الرسالة وعجلت بالإفراج عن الجنود الأسرى المحتجزين من قبل عناصره وبدون شروط ودون الحاجة إلى وساطة الزنداني الملتبسة أو غيره مما أضطر ذلك جماعات الإرهاب المتطرفة بأن تقوم بعمليات تحريض جديدة على أقصى درجة من السرعة حيث قام القيادي في الإصلاح عبدالله صعتر بتدشين الحملة بين أفراد الفرقة أولى مدرع وشباب "التمصلاح" مناشدهم بالوقوف مع "القائد المجاهد" بحسب وصفه لعلي محسن مدرع ورفض أي قرار لتنحيته وذلك من أجل حماية الثورة حسب زعمه مؤكداً "أن شباب الإصلاح سيضعون أجسادهم دروعاً بشرية دون قيادة الفرقة الأولى مدرع وضباط المنطقة العسكرية الشمالية الغربية المنضمين للثورة" بحسب قوله.
ومن المعروف بأنهم لن يتورعوا من دفع الشباب اليمني إلى محارقهم كما قاموا بذلك من قبل في العام الماضي عندما أستخدموا الشباب دروعاً بشرية للإستيلاء على بعض شوارع العاصمة. وهذا يعني أن علي محسن مدرع والإصلاح ومن لف لفيفهم مايزالون متمسكون بمواقفهم المتشددة والمتصلبة ويرفضون الخروج من المشهد السياسي العسكري بما تمليه مبادرتهم الخليجية التي طبلوا وزمروا لها ووقعوا عليها مقابل كل التنازلات التي قبل بها الطرف الآخر ونفذها وكان آخرها إزاحة صالح من رئاسة حزب المؤتمر ، دون حياء أو خجل مما أرتكبوه خلال الثلاثة العقود الماضية بل وتمسحهم وحذوكتهم بالقوى الأجنبية دون الإحساس بالعار والخيانة ضاربين عرض الحائط المثل الشعبي القائل "من طلب الجن ركضوه". (اللهم سلط الظالمين على الظالمين واخرجنا من بين أيديهم سالمين).
| |
|